روى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان
عن مالك الداري وكان خازن عمر قال"أصاب الناس قحط في زمن عمر فجاء رجل إلى
قبر النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم فقال:يارسول الله استسق لأمتك
فإنهم قد هلكوا فأتى الرجل في المنام فقيل له:ائت عمر"الحديث..اي للحديث
بقيــة
واضاف ابن حجر قائلا
وقد روى
سيف في الفتوح أن الذي رأى المنام المذكور هو
بلال بن الحارث المزني أحد الصحابة وظهر بهذا كله مناسبة الترجمة لأصل هذه القصة
أيضا والله الموفق
القصه موجودة
في مصنف ابي شيبة رقم/31993/حدثنا أبو
معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن مالك الدار ـ وكان خازنَ عمر على الطعام ـ
قال:أصاب الناس قحط في زمن عمر فجاء رجل إلى
قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال:يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا فأُتي
الرجل في المنام فقيل له:إيت عمر فأقرئه السلام وأخبره أنكم مسقون وقل له:عليك
الكيس عليك الكيس فأتى عمرَ فأخبره فبكى عمر ثم قال:يا رب لا آلوا إلا ما عجزت
عنه...
وايضا من طريق أبي
معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن مالك الدار رواه البيهقي في دلائل النبوة
الجزء7صفحة47...
وهنا الرد حيث إن
اغلب الصوفية واضرابهم يحتجون ويدلسون بتلك القصه وقد شرح أهل العلم وردوا كلامهم
تفصيلا ومنها هذه النقاط:
أولاً ـ عدم
تصريح الأعمش بالسماع من أبي صالح وهو مدلس وعليه يحكم على الإسناد بالانقطاع كما
هو مقرر في علم مصطلح الحديث....
ثانياً ـ إن
قولَ الحافظ(بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان عن مالك الدار)ليس نصاً في
تصحيح جميع السند بل إلى أبي صالح فقط ولولا ذلك لقال بإسناد صحيح والعلماء إنما
يفعلون هذا لأسباب منها:
أنهم قد لا يحضرهم
ترجمة بعض الرواة فلا يستجيزون لأنفسهم حذف السند كله لما فيه من إيهام صحته خاصة
إذا علمنا أن الحافظ ابن حجر ـ وهو سيد من كتب في تراجم الرجال ـ لم يعرف مالك
الدار ولم يأت له بترجمة في أي من كتبه وكما أن البخاري في كتابه التاريخ
الجزء7صفحه304وابن أبي حاتم في كتابه الجرح والتعديل الجزء8صفحه213 لم ينقلا
توثيقاً في ترجمته مالك عن أي أحد من علماء الجرح والتعديل مع كثرة اطلاعهما
وقال الحافظ
المنذري ـ وهو من المتأخرين ـ في كتابه الترغيب والترهيب الجزء2صفحه29ومالك الدار
لا أعرفه.
ثالثاً ـ إن
هذه الرواية وعلى فرض صحة السند فيها إلى مالك الدار...
وعلى فرض أن مالك
الدار ثقة ثبت فإنه يرويها عن رجل أتى القبر...وبإبهام هذا الرجل يحكم على السند
أيضاً بالانقطاع كما هو مقرر في علم مصطلح الحديث.
وأما بالنسبة
للتصريح بكون بلال بن الحارث هو الذي جاء إلى القبر فهذا مما لا يصح بالمرة حيث لم
يأت التصريح بكونه بلال بن الحارث إلا من طريق سيف بن عمر وهو أخباري غير ثقة
فضلاً عن بقية السند والذي فيه ما فيه ولكن ما قيل في سيف وحده يكفي لرد السند
أصلاً
وإليكم ما قاله
علماء الجرح والتعديل في سيف..
قال الحافظ الذهبي في
ميزان الاعتدال الجزء3الصفحة353في ترجمة سيف بن عمر:إن يحيى بن معين قال فيه:فِلسٌ
خيرٌ منه
وقال أبو داود:ليس
بشيء
وقال أبو حاتم:متروك
وقال ابن حبان:اتهم
بالزندقة
وقال ابن عدي:عامة
حديثه منكر
وقال مكحول البيروتي:كان
سيف يضع الحديث وقد اتهم بالزندقة
وقال ابن الجوزي في
كتابه الضعفاء والمتروكين الجزء2صفحه35رقم:1594:سيف بن عمر الضبي قال يحيى بن معين:ضعيف الحديث فِلسٌ خير
منه
وقال أبو حاتم
الرازي:متروك الحديث
وقال النسائي
والدارقطني:ضعيف
وقال ابن حبان:يروي
الموضوعات عن الأثبات وقال إنه يضع الحديث. اهـ
واذا اردت مراجعة
سند سيف بن عمر فراجع تاريخ الطبري الجزء2صفحة508والبداية والنهاية
الجزء7صفحة104...
وقال العلامة
الألباني - رحمه الله - في التوسل (ص132) : لا حجة فيها ، لأن مدارها على رجل
لم يسمَّ فهو مجهول أيضا ، وتسميته بلالا في رواية سيف لا يساوي شيئا ، لأن سيفا
هذا هو ابن عمر التميمي ، متفق على ضعفه عند المحدثين بل قال ابن حبان فيه : يروي
الموضوعات عن الأثبات وقالوا : إنه كان يضع الحديث ، فمن كان هذا شأنه لا تُقبل
روايته ولا كرامة لاسيما عند المخالفة .ا.هـ
وقد علق العلامة ابن
باز - رحمه الله - على الفتح (2/575) على كلام الحافظ عند تصحيحه للأثر
فقال :
هذا الأثر على فرض
صحته كما قال الشارح ليس بحجة على جواز الاستسقاء بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد
وفاته لأن السائل مجهول ولأن عمل الصحابة رضي الله عنهم على خلافه وهم أعلم الناس
بالشرع ولم يأت أحد منهم إلى قبره يسأله السقيا ولا غيرها بل عدل عمر عنه لما وقع
الجدب إلى الاستسقاء بالعباس ولم يُنكر ذلك عليه أحد من الصحابة فعُلم أن ذلك هو
الحق وأن ما فعله هذا الرجل منكر ووسيلة إلى الشرك بل قد جعله بعض أهل العلم من
أنواع الشرك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.